الأحد، 26 مايو 2024

و كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا

 


في سوره الكهف وردت الايه عنوان المقاله دي علي لسان سيدنا الخضر بيقولها لسيدنا موسي ردا علي طلبه انه يتعلم منه فكان رده انه مش هيقدر يصبر لانه لا يجتمع الصبر و الجهل بالاسباب

لما اجي بقي لنصايح اهل الدين و المتديين للناس الي في حالتي بيقولوا لك اصبر و احتسب و بيقولوا لك اكيد للتاخير حكمه او للمنع حكمه و لابد لك من الصبر

طيب الصبر دي هيجي ازاي يا مؤمنين و الحكمه خفيه و مش ظاهره لي اذا كان كليم الله سيدنا موسي لما يصبر بسبب خفاء الاسباب او الحكمه من افعال سيدنا الخضر واحد بشر عادي زي يعمل ايه مع الاخذ في الاعتبار ان الاحداث اللي محتاجه تفسير في حياتي هي بتأثر علي نفستي و علي راحتي و علي سعادتي و علي راحه بالي و علي رغبتي في الحياه

طيب يا اخونا بتوع الدين مين قال اصلا ان الحكمه من المنع او التأخير هي لمصلحتي الشخصيه ليه متكنش لمصلحه حد تاني 

مثلا حد مكتوب له يورث من ورايا قرشين لو انا مت بدون اولاد او زوجه جبتوا منين ان الحكمه مرتبطه بالشخص ذات نفسه

لسه كنت قاعد مع والدتي اليوم و بتفكرني باول عروسه شوفتها و اننا ايامها عرفنا ان والدها اسمر و هي بيضا  " امها بيضا هي كمان علي فكره"  كان سبب انها افتكرتها اني عندي قريب اتزوج في امريكا من انسه مسلمه امريكيه سمراء و والدتي بتقول ان الناس السمرا طيبه جدا و بعدها افتكرت ابو العروسه الاولي

العروسه دي انا شوفتها في 2011 قبل ما اتم 30 سنه  و كانت اول واحده اشوفها و كان حلوه بس محصلش نصيب في الاخر

سرحت بفكري و قولت لو كانت الجوازه دي تمت انا كان زماني ولادي عندهم 12 ولا 13 سنه و بقالي 13 سنه متزوج كانت حياتي بقت شئ اخر و بقي فيها هدف و حاجه اعيش علشانها كان هيبقي فاضل للولاد دول 10 ولا 12 سنه كمان و يتخرجوا و اكون انا وقتها عندي 54 سنه و ابقي قضيت رسالتي معاهم و انا لسه مطلعتش معاش و مبقتش عايش بملاليم المعاش اللي متأكلش شخص لوحده فما بالك باسره و ابناء في تعليم

انا دلوقت لو اتجوزت فهطلع معاش و عيالي لسه في ثانوي ده باعتبار اني هتجوز بكره الصبح و اخلف بعده و لو مدوا سن المعاش لل 65  ممكن اطلع معاش و هما لسه في الكليه

سألت نفسي بقي هو  الاحسن افضل زي ما انا و لا اتجوز و اقع في معضله اني مش لاقي فلوس اصرفها علي عيالي لاني طلعت معاش

و بعدين سألت نفسي هو كان هيحصل ايه في الدنيا لو اتجوزت زي باقي الناس في السن الطبيعي

من يومين احد زملاء الدفعه عمل شير لصوره الدفعه بتاعتنا في الكليه اللي اتصوروها في اخر سنه قبل اسابيع من التخرج دفعه 2004 و اللي متصورتش فيها مش عارف ليه يعني فيها الدفعه كلها ما عادا انا

تقريبا كل اللي في الصوره دول فضلوا لما اتكلم عنهم اختم كلامي بماعادا انا  اشتغلوا كلهم ما عادا انا خطبوا ما عادا انا خلفوا ما عادا انا  حققوا انجازات في حياتهم ما عادا انا

التعليقات علي الصوره كانت تبعث علي الاحباط اللي يقول معظمنا مهاجر و عايش في بلد جديده و حياه جديده مع اولاده و اللي يقول احنا بقت عيالنا اطول مننا في الصور دي و اللي يقول احنا كبرنا امتي كلها كام سنه و عيالنا يتصوروا نفس الصوره و اللي اتجوز متأخر شويه يقول انا عيالي لسه صغيرين

لكن في الاخر كله عمل حاجه كله عمل حياه

بنات كتير من اللي كانوا في الدفعه اتجوزوا و اطلقوا و اتجوزوا تاني و لما تبص ليهم دلوقت  تستعجب ازاي انت كنت شايف البنت ده مزه و انت في اوائل العشرينات بقوا حاجه تانيه خالص 

و في كانوا وحشين و بقوا مزز و في فضلوا وحشين

لكن لما تبص في المرايا تشوف الحقيقه انت برضه راجل مخنزر " جايه من خنزير " الشعر الابيض انتشر في راسك و وزنك زاد و كرشك زاد مع الزمن و ترهلاته و لم تعد جذابا لاي بنت 

تفتكر شكلك لما كنت في العشرينات و قد ايه كان باين عليك انك شاب صغير و ممكن حتي لو ملامحك مش جميله بس برضه باين عليك صغر السن و ان المستقبل قدامك

دلوقت انا وقتي عدي و بعلب في الوقت بدل الضايع و زمني راح

بقيت مكسوف من نفسي لما ابارك لشاب اصغر مني ب 17 سنه علي جوازه و يقولي عقابلك و احاول اتداري علشان محدش يعرف اني مش متجوز

النهارده كان احد الشباب راجعين من اجازه جوازه في الشغل و كل الشباب ملمومين حوالين بيكلموه بيسألوه عن الجواز تخيلت نفسي في المنظر ده في سني ده حسيت بالعار و الكسوف و الحزن

حسيت اني عامل زي الشخص المتصابي اللي كانوا بيتكلموا عليه زمان

ساعات افتكر لحظات من شبابي من و انا صغير في الكليه من و انا في المدرسه من اوائل شغلي من العشرينات و من الثلاثينات و احس اد ايه اني كنت اكثر اشراقا و امل من دلوقت و اني كان عندي امل كبير ان احلامي كلها هتتحقق و يمكن دي المشكله

احنا بنتربي ان كل احلامنا هتتحقق مادام ماشين صح و بنعمل اللي علينا و كل واحد نشوفه قدامنا فاشل في الحياه ولا التعليم و لا الجواز يتقال لينا اصله مزعل ربنا و لا مش ملتزم ولا مش عارف ايه و ده ثبت انه مش حقيقي

محدش بيقولك ولا يجرؤ يقولك ان ده قدره و مكتوبه كان كده و انه مختارش الظروف اللي هو فيها دي

انا بعد شهر و نص تقريبا هبقي 43 سنه و هبقي خلصت تقريبا معظم النص الاولاني من الاربيعينات ( 40 و 41 و 42) و هقرب اكتر من مرحله العجز و صفاره الانذار

لا اتجوزت ولا بدل الجواز لقيت هدف لحياتي ولا سعيد ولا مرتاح و لا في اي حاجه تبسط في الحياه اللي عايشها و لا في امل في بكره ولا اتمتع بعمري اللي راح

انا ساعات كتير الاقي مسلسل اتعرض من كام سنه و الاقي التتر بتاعه حلو و لا قصته حلوه و اكتشف انه كان في 2008 و لا 2012 و لا مش عارف امتي حاجات عدت عليها سنين طويله  جدا  و انا محستش بيها و لا عرفت بيها  اللي فات ده بيوصف عمري بالظبط عدي من غير ما المحه ولا احس بيه و لا افرح فيه 

كل سنه كنت بستني الفرج و ميجيش و تيجي اللي بعدها استني الفرج برضه و ميجيش

معملتش حاجه ولا فرحت بحاجه و لا عشت اصلا

انا عمري 43 سنه اه بس واقعيا انا وقفت في العيشه عن العمر اللي بدأت فيه المدونه ده و انا 27 سنه 

المدونه دي بتمثل عمري اللي اتسرب من ايدي بسرعه و بطء في نفس الوقت  بسرعه لان السنين جريت و ببطء لان مفيش حاجه حصلت في السنين دي

كل وقت حواليا بسمع الناس تقول السنين جريت و العمر جري و كذا و كذا و كأنهم بيفكروني بخيبتي و فشلي في حياتي

و هيجي لحظه و اموت و تفضل المدونه دي اللي يدخلها ميفهمش انت ليه معشتش عيشه حلوه و اللي يسمع عني من بره يقولك غريبه انه قرر ميتجوزش و يجيب عيال

من كام يوم زمايلي عملوا عليا الحفله اياها بتاعه متفكر تتجوز بقي و كل واحد يديك نصيحه من باب توقعاته انك رافع سقف طلباتك او انك مش عارف ايه او انك مش عاجبك حد و هما مش عارفين او انك مفيش نيه جواك او اي حاجه من الاجابات المسبقه التجهيز اللي الناس بتطلعها و تقنع نفسها بيها علشان تبين انك انت السبب مع انك لا طلبت من حد حاجه ولا اشتكيت لحد

تزامنت القاعده دي مع اني واحد زميلي جابلي صوره لعروسه ربنا ما يوري حد و ده تقريبا او عروسه حد يجبلي صورتها من اكتر من سنه لدرجه اني قعدت يوم كامل احاول اقنع نفسي اني اقابلها و مش عارف و للعلم البنت 29 سنه يعني اصغر ب 14 سنه بس من الواضح ان علشان شكلها واقع جدا اهلها فكروا بمبدء ناخد العجوز قصاد الشكل الضايع و تبقي كده متساويه

رغم اني رفضتها الا اني رجعت قولت ما انا بقي شكلي خره  و بكرش و وزني زاد عن زمان و لما حاولت اخش معرفتش ارجع للوزن بتاع زمان و شعري اتنحل لورا ما انا كمان شكلي زفت

و رجعت حزنت علي اني لما كنت شكلي احسن بكتير راحت الفرصه عليا اني ارتبط و اتجوز و ابقي زي الناس

و رجعت افكر في الصبر و الحكمه و ان سيدنا الخضر قالها بايجاز  كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق