الخميس، 13 أبريل 2023

شريط الذكريات ( ما بين التقوي و اللامبالاه)

 


"مرحب، مرحب يا هلال أهلا، أهلا كيف الحال؟

مرحب، مرحب يا هلال أهلا، أهلا كيف الحال؟

 قد غبت وإليك اشتقنا وانتهى بعدك صار وصال

نعطي صبراً نأخذ أجراً والله يرانا ويسمعنا"

تنهمر دموعي عندي سماعي لمقطع نعطي صبرا نأخذ اجرا و الله يرانا و يسمعنا
اتذكر خطوات شاب حديث التخرج و مازال ينتظر معامله التجنيد
كان يسمع من زميل له ولد و تربي فتره من حياته في المملكه العربيه السعوديه "عبده العبقري" الذي كان يخبره باهميه احكام التجويد و يتفاخر عليه بانه تعلمها في المملكه و انه كان نابغه عصره وسط الدواب من الطلاب السعوديين
يقرر الشاب الذهاب لتعلم التجويد في حلقه ليجد نفسه في حلقه تحفيظ قرأن ليبدء معاها رحله استمرت قرابه خمس سنوات و اثمرت عن حفظ ما يقارب من الاربعه عشر جزاءا من القرأن الكريم
اتذكر سعي هذا الشاب ذو ال 23 ربيعا لمرضات الله حيث ان رضي الله و طاعته ستفتح كل الابواب المغلقه
اتذكر ان الشاب بقي في منزله قرابه عامين اثناء بحثه عن اي وظيفه و خلالهم استمر في حضور الحلقه و حفظ القرأن  و تعلم احكام التجويد
اتذكر عوده الشاب للدراسه خلال هذين العامين لدراسه دبلومه دراسات عليا حتي لا يكون قد اضاع وقت اقامته في البيت سدي
اتذكر حياه الشاب ما بين صلاه جميع الصلوات في المسجد حاضرا بما فيها صلاه الفجر و بين حضور حلقه الحفظ يوم الجمعه و حضور حلقتي التجويد يومي الاحد و الخميس 
اتذكر وصوله متأخرا في ايام رمضان من محاضرات الدراسات العليا ليبدء في الافطار بعد المغرب و قرب العشاء و هرولته ليحلق بالعشاء و التراويح و هو في منتصف افطاره و تركه الطعام
اتذكر حصوله علي عمل بعد سنتين بنظام الورادي و حرصه علي صلاه الجمعه رغم عودته في بعد الايام من ورديه مسائيه بينما زملائه يخبروه بصعوبه الاستيقاظ للصلاه لانهم ما كادوا ان يناموا الا ساعات قليله بعد عودتهم من العمل في الصباح
اتذكر الشاب و هو يمشي في ليالي رمضان الاخيره ليذهب لصلاه التهجد ليلا و حرصه عليها
تنهمر الدموع اكثر عندما اتذكر ثقه هذا الشاب اللانهائيه في كرم الله و فضله و ان اعماله الي تبتغي مرضات الله ستجعل الله يرضيه في يوم ما
تسرع الذكريات لاجد راجل كهل قارب علي الثانيه و الاربعون من عمره 
رجل نسي كل ما حفظه من القرأن
رجل لا يصبر علي صلاه التراويح في جماعه و يفضل صلاتها في المنزل 
رجل يشعر بالحسره عند سماعه للناس اثناء ذهابهم لصلاه التهجد او التراويح و رغم ذلك ليس لديه اي نوع من العزيمه للذهاب معهم
و عند محاولته الذهاب للصلاه يكون كالواقف علي الجمر في انتظار انتهائها
يشعر بالاسي اذا قرأ الشيخ شيئا مما كان يحفظه قديما و نساه
يعود شريط الذكريات للشاب ليتذكر اول فتاه رأها كمرشحه للزواج و كيف ان الموضوع لما يتكمل رغم اعجابه المبدئي بيها
يعود الرجل ليتجسس علي كل المرشحات للزواج منه في العشر سنين الاخيره ليجدهم علي موقع الفيس بوك مع ازواجهم و ابنائهم
بتسأل الرجل هل كان هذا هو القدر و النصيب او انه من فعل يده و انه لو كان قبل الارتباط بهم رغم عدم اقتناعه كان يمكن ان يكون هو الشخص الاخر الذي في الصوره مع الفتيات و كان ممكن ان يكون اب لواحد من تلك الاطفال
تعتري الرجل خيالات جنسيه و يتسأل امعقول ان هذه الفتاه اللي كانت تجلس معي عاشات في اوضاع حميمه مع رجل
اما كان يمكن ان اكون انا هذا الرجل 
تنهمر دموع الرجل من شريط الذكريات ما بين تقي الامس و لا مبالي اليوم
ما بين شاب كان يظن ان الطيبات و الطاعات هي سبيله لما يتمني و ما بين رجل ايقن ان قدره الا يكون مثل باقي الناس و انه كتب عليه ان يعيش وحيدا
يرثي الرجل حال علاقته بربه و حال حياته اللي ينقصها الكثير فلا هو بقي علي علاقته بربه و لا هو اصبح رب اسره
و لا هو عف نفسه بالزواج و استمتع بالحلال ولا هو بقادر علي غض بصره و التفكير في خيالات جنسيه لكل سيده ذات جسد مغري يراها امامه
يسأل نفسه ماذا كان يمكن ان يحدث لو كانت تزوج مبكرا
اكانت علاقته بربه بقيت علي حالها اكانت حياته اصبحت افضل بوجود الزوجه و الاولاد
اسئله كتيره يتخللها دموع تنهمر اثناء جلوسه في عزله بعيدا عن ابيه و امه
هل للتقوي من عوده
هل للقلب ان يعود شابا و للعقل ان يستعيد ما كان قد حفظه
هل للعزيمه و الاجتهاد في طاعه الله من اياب
هل للمستقبل من امل في ما لم يتحقق خلال ما يقارب من عشرين عاما
هل يعذره الله في تقصيره و في تحوله من شخص تقي الا شخص لا مبالي

هل يأتي اليوم الذي تنتهي فيها خيالته الجنسيه لتتحول الي حقيقه و تتحول حياته بعدها الي محاوله لاصلاح ما افسده الدهر من علاقته بربه
ام يستمر مرور السنين و هو علي نفس حاله لتنتهي حياته و قد تاه قاربه عن وجهته الاولي ايام الشباب