السبت، 15 مايو 2021

رجل في ال 40

بعد شهرين بالظبط هتم ال 40 سنه و هبدء امشي نحو الخمسين يعني هبقي في العقد الخامس من العمر و ده مخلي شعوري في منتهي الكأبه حاسس اني عجزت فجأه كده معرفش ازاي وصلت العمر ده معرفش ازاي السنين و الايام جريت كده و لقيت نفسي راجل عنده 40 سنه من اللي كنت زمان بقول عليهم ده راجل كبير عنده 40 سنه مش عارف الكأبه و الاحباط اللي جوايا جايين منين من اني بقيت في السن ده و عمري اتسرق مني و عجزت فجأه ولا من اني وصلت العمر ده و محققتش اي حاجه من اللي بتمناها ولا لاني وصلت العمر ده و حتي محققتش العادي اللي هو مركز وظيفي يتناسب مع عمري و بيت و اسره و اطفال و استقرار اسري و لا خليط من كل اللي فوق
 العجز ده شعور وحش قوي سواء عجز الي نقصد بيه كبر السن او العجز اللي نقصد بيه قله الحيله لما ببدء افتكر حياتي كانت ماشيه ازاي ال 40 سنه اللي فاتت بحس اد ايه هي ضاعت مني علي الفاضي بدايه من يوم ما دخلت المدرسه اللي كنت فيها طالب مجتهد و بيذاكر دروسه و يعتبر من الشطار اه مش الاول بس ممكن ابقي الرابع او الخامس بالكتير في الصيف كنت ببقي قاعد في بيتنا مش بخرج مع صحابي ولا بروح ليهم بيوتهم لخوف والدي عليا و كان يقولي اللي عايز يجيلك من صحابك يجيلك هنا اهلا بيه لكن انت تروح لهم و كنا نروح كل سنه نصيف في مطروح في الصيف و في الشتا ممكن نطلع رحله او اثنين نتفسح والدي مكنش بيقصر و بيعمل اللي يقدر عليه في انه يفسحنا 
الروتين الاسبوعي الوحيد كان اننا بنروح لجدتي ( والده ماما )كل يوم خميس بعد المدرسه و نروح من عندها بالليل اما والده بابا فكانت عايشه معانا طول عمرنا لحد ما توفها ربنا فضل الوضع ده مستمر و سنه تعدي ورا سنه و نكبر و ننجح لحد ما و انا في ثالثه ثانوي جدتي لابويا توفت و مبقتش موجوده معانا بعد ما كانت عايشه معانا 17 سنه
 بعدها دخلت الكليه و فضل نفس النظام برضه اني مش بخرج مع صحابي بس مش بسبب اني ممنوع عليا لا بسبب اني مش ساكن قريب من وسط البلد فنزولي كان صعب و استمر السفر الي المصيف و زاد عليه اننا بدل ما روحنا مطروح روحنا في صيف سنه اولي كليه شرم الشيخ و ثانيه و ثالثه الغردقه بجانب مطروح و حصل و انا في ثانيه كليه ان جدتي لامي توفت و هنا بقيت مليش جدود لاول مره في حياتي لان الاجداد الذكور توفوا قبل ولادتي بسنين طويله يعني ابويا و امي يعتبروا ايتام الاب
 في خلال ما كنت في الكليه لا عمري رحت رحله تبع الكليه و لا معسكر كشافه ولا اشتركت في انشطه طلابيه و لا رحت مصيف باجوش و لا رحله سيوه و لا حتي عملت زي بعض صحابي اللي طلعوا فيزا امريكا و سافروا اشتغلوا شهور الصيف هناك خلال كل مراحل التعليم كنت بفقد اصدقائي نتيجه انهم بيسيبوا المدرسه و في الثانوي كلنا رحنا مدارس مختلفه و في الجامعه جامعات مختلفه في الجمعه كنت مصاحب شويه ناس محترمين مكنش فيهم شخصيه غريبه غير عبده العبقري و ده اتكلمت عنه في بدايات المدونه هنا بس كنا كلنا مصروفنا محدود و مفيش فسح و لا خروجات كبيره و لا حتي سينما اه انا دخلت السينما كذا مره بس عن طريق والدي و مكنش ليها علاقه بمصروفي اللي يادوب كان بيكفيني مواصلات و فطار لكن الورق و الكتب كان حسابهم بره المصروف ده 
و خلصت الجامعه و بعدها قعدت سنتين في بيتنا مش لاقي شغل و مش لاقي حاجه اعملها و لا واسطه تشغلني و كانت نفسيتي زي الزفت في الوقت ده بدأت احفظ قرأن و اتعلم تجويد و لما وصلت للجزء السابع عملت امتحان في شركه كنت اتمني اشتغل فيها و للاسف رفضوني وقتها تقريبا قعدت شهر مش بروح درس التحفيظ كما لو اني بقول ما هو مفادنيش في حاجه و اللي مش بيحفظوا ولا بيتعلموا تجويد اتعينوا عادي بعدها رجعت تاني اكمل حفظ
 و ربنا كرمني باول شغلانه و اشتغلت في شهر مايو 2006 يعني تقريبا من 15 سنه و كان عمري وقتها 25 سنه بس زي ما ذكرت كنت في الصحرا و بعيد عن بيتنا و قضيت في الوظيفه دي قرابه السنه و بعدين رجعت اشتغلت في مدينتي الاصليه في شغلانه اي كلام و بعدين اشتغلت في الشركه اللي كانت رفضتني زمان في اوائل 2008 يعني كنت بقيت 27 سنه كان عليا ضغط كبير و معامله سيئه من رؤسائي اللي شافوا ان الشركه غلطت انها عينتني بعد رفضها ليا لاول مره و قضيت الايام دي مش بروح تقريبا سهر بالساعات الطويله شغل بالهبل كل ده علشان اثبت جدارتي و اني استحق و هما كانوا عارفين كده و كانوا بيستغلوها علشان يشغلوني اكتر و يعملوا قدامي انهم لسه مش مقتنعين بيا في خلال هذه الفتره 
و في سنه 2009 بدأت المدونه دي لما لقيت زمايلي بدؤا يتجوزوا و يبقي ليهم بيوت و يخطبوا و انا لسه معيش الا بتاع 18 الف جنيه ميكملوش حتي مقدم شقه و والدي ميقدرش يساعدني زي ما حصل مثلا مع عبده العبقري اللي والده جابله واسطه للشغل اول ما اتخرج و بعدين جابله شقه و بعدين جوزه كل ده و انا بعيد كل البعد عن اني اعمل ربع اللي عمله و كان هو ايامها يحب يستمتع انه يكلمني كل فتره يطلع علي عقده و يوريني اد ايه هو ناجح و عامل انجازات في الحياه و انا زي ما انا بتمر السنين و اوصل لسن ال 30 فجأه و انا مش حاسس و مربوط في ساقيه زي الحمار الاقي 5 سنين من عمري جروا و لا الهوا و لا عملت فيهم حاجه و بقيت علي اعتاب اني راجل متأخر في الجواز بمقاييس وقتها و معنديش شقه ولا قادر علي الجواز و كانت والدتي رافضه وقتها رفض بات ان حد يرشح ليا عروسه علي اساس هيتجوز منين و فين و ازاي ( و ده في رأيي كان غلط لان في ناس كتير كانت زيي و لما بدأت في خطوات الجواز ربنا كرمها ) 
نبقي كده عدينا 30 سنه من العمر لا حسينا و استمتعنا بيهم الا خروجه كل كام شهر علي كافيه مع الزملاء بعد ما الواحد اشتغل لان قبلها كان صعب انزل معاهم و هما بيروحوا كوستا و ستار باكس و غيره و انا مصروفي الشهري و انا عاطل مكنش يجيب نص مشروب في الاماكن دي فكنت طبعا مش بشوفهم و لا بقعد معاهم برضه في خلال الفتره دي بدأ اغلبهم يسافر بره علشان يعمل قرشين لعياله الصغيرين و لمراته اللي لسه متجوزها حديثا و برضه نتيجه ضغط الشغل توقفت عن خفظ القرأن و مراجعته في نص الجزء الرابع عشر و ان رايح علي الثلاثين كنت عمال اندب حظي اني وصلت ال 30 و لا بيت و لا جواز و لا شقه و ده هيبان من بوستاني في المدونه اللي انا كنت عاملها اصلا علي اساس انها فتره و تعدي و بعد كده المدونه دي هتبقي كده حاجه اضحك عليها لما الامور تتعدل
 و طبعا في خلال الفتره دي الواحد بيبقي مستني بدايه السنه علشان يبقي وشها حلو عليه شهر رمضان العيد اهو اي مناسبه زي ما ثقافتنا بتحسسنا ان السنه الجايه هتبقي مختلفه فتلاقي الشخص بيعيد عليك و يقولك عيد سعيد و السنه الجايه تبقي في بيتك مع العروسه و تعيش انت تتمني الايام تجري علشان السنه الجايه تيجي و تبقي مع العروسه
 المهم في اول 2011 يجي مديري يمشي من الشركه و يحطوني مكانه وسط ناس اكبر مني عمرا علي الاقل ب 7 سنوات مش كفائه مني لا علشان شركتنا مش بتعين ناس علي مناصب علشان ميطلبوش مرتبات كبيره لا احنا هناخد العيل و نرقيه و نطلع عينه شغل و هو هيشتغل زي الحمار علشان يثبت نفسه و قد كان قعدت بقي حوالي 4 سنين و نص اعافر علشان اثبت اني قد المنصب و كله يحسسك انك صغير و متستاهلش و انهم ادوك كرسي اوسع منك و انت مش قده و يدوني تقيمات قليله باعتبار اني عيل بشخه اسف في التعبير و انا اقضي حياتي جوه الشغل و اتعب و اشقي و اسهر علشان اثبت اد ايه اننا كويس و استاهل و مفيش فايده دايما معامه انك عيل و مش فاهم و احنا صابرين عليك في خلال الوقت ده كان الشركه جابت دفعات تانيه من الشباب اصغر مني ب 6 سنين و عينتهم و في كتير منهم اتجوز نتيجه مساعده اهله ليه و طبعا كنت مظغوط اكتر من الشباب الصغير علي اعتبار اني عليا المسؤليه و انا اللي بتحاسب و انا اللي في مكان اكبر من مكاني في نفس كنت بدأت اشوف عرايس و اللي معظمهم كان ضايع جدا و في كتير موافقش عليا تقريبا 50% و في اللي انا موافقتش عليه و كانت اول عروسه شوفتها تقريبا و انا عندي 30 سنه و نص 
المهم في سنه 2015 و انا في سن ال 34 جت الشركه عملت تغيير في الهيكل الاداري علشان الناس الكبيره كانت شايفه ان لازم اساميه الوظيفيه تتغير لمثيلتها في الشركات الاخري المماثله لنشاط شركتنا نتج عن ده انهم اخترعوا شجره جديده و كل الناس اللي انا كنت شغال معاها في نفس المنصب بس مش في نفس السن اترقت ما عادا انا علشان انا صغير و نتيجه لذلك كل الدفعه الجديده بتاعه الشباب الاصغر ب 6 سنين فاكثر اترقت و بقت في نفس الدرجه بتاعتي و قاموا بنزع كل صلاحيات هذه الدرجه و اعطائها للدرجه الاعلي يعني بقت زي ظابط المخله كده يعني بعد ما كنت الوحيد الصغير وسط المديرين بقيت الوحيد الكبير وسطهم و دون اي امل في الترقيه لاعلي لان الدنيا مقفوله و طبعا نتيجه نزع الصلاحيات بقيت كاني رجعت موظف تاني و بدأت بقي يتطلب مني اني اثبت اني كويس و اتنافس مع ناس اصغر مني ب 6 سنين علشان اخد تقييم ملائم و مبقاش زي بليد الفصل الخايب اللي عمال يسقط لحد ما عياله بقوا معاه في نفس المكان 
ومن 2015 لحد دلوقت و انا في الحال ده و برضه مفيش توفيق في مجال اني اعمل اسره و اولاد لدرجه اني فعليا معنديش اي ميزه لسني اللي انا فيه ده وظيفه يشغلها الاصغر مني ب 6 سنوات بنفس المرتب فكده مفيش انجاز و لا تميز و عزوبيه اتفرد بيها وسطهم و ده خيبه و فشل ونيجي بقي نبص علي الدنيا بره متلاقيش حاجه صحابي كلهم هاجروا قرايبي بيتوفوا واحد ورا الثاني
 الايام بتجري بسرعه و لا بيجي اليوم اللي هيخليني مبسوط و سعيد و مش بلاقي حد اخرج معاه و لا اتفسح معاه فبخرج لوحدي و مع نفسي كأبه ما بعدها كأبه و ايام شبه بعضها لدرجه اني مبقتش طايق لا الشغل و لا العيشه ولا اي حاجه العيشه في انتظار السنه الجايه الي احلي و لا اليوم الجاي اللي احلي زي ما كتبت قبل كده طلعت خدعه كبيره بتاكل اعمارنا علي الفاضي 
ساعات اسأل نفسي هو الغلط فين و فين النقطه اللي دخلت فيها حياتي في الدوامه اللي اكلت سنين عمري علي الفاضي و محستش بيها ولا استمتعت بيها 
حزني علي عدم الزواج بيجي من نقطه انه كنت  في موقفي  ده و انا داخل علي ال 40 زي دلوقت كنت هقول الحمد لله عندي بيت و ولاد طلعت بيهم من الدنيا عمري مرحش علي الفاضي بس لا يبقي في استمتاع بالسنين اللي راحت ولا جواز ولا انجازات ولا منصب يتناسب مع عمري و لا اي حاجه دي كتير قوي و ثقيل علي النفس
 انا حاسس اني عمري اتسرق مني لدرجه ان احدي الزملاء الي معايا لما بتكلم معاه عن ان الاستاذ فلان عمل كده معايا و انا زعلت مردتش عليه علشان اكبر بيقولي بص في المرايا انت معدتش صغير علشان يعاملك كده الواحد عمره راح علي الفاضي 
و زي ما شوفتوا مفيش اي احداث او ذكريات كده جميله الواحد يفتكرها لل 40 سنه اللي فاتوا بحيث انه يقول انا عشت ايام حلوه حياه كلها شغل و بيت و شقا و تعب مجرده من المتع و الفرح و السعاده مجرده من حضن الزوجه و لمسه الابن و الابنه مجرده من احساس النجاح و الشعور بالانجاز يبقي الواحد ليه حق يبقي مكتئب انه 40 سنه الا شهرين و لا لأ 
و اه يا افه